الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الأب أن ينفق على أولاده المحتاجين للنفقة بالمعروف، وأن يعدل بينهم في الهبة، ولا يفضل بعضهم على بعض دون مسوّغ.
لكن لو فرض أنّ الأب قصّر فيما عليه من النفقة الواجبة، أو فضل بعض ولده على بعض دون مسوّغ، فإنّ هذا لا يسقط حقّه من البر، والمصاحبة بالمعروف، وقد أحسنت أمّك -جزاها الله خيراً- بحثك على بر والدك، واعلم أنّ برّ الوالدين من أوجب الواجبات، ومن أفضل القربات، وكيفية البرّ ومراتبه تختلف باختلاف الأحوال والأعراف، فالوالد الفقير غير الوالد الغني، والصحيح غيرالمريض وهكذا، فأحياناً يكون الإنفاق على الوالد أولى أنواع البر، وأحياناً تكون الزيارة أولى من الإنفاق، فينبغي الحرص على الإحسان إلى الوالدين بإيصال النفع الأخروي والدنيوي، وإدخال السرور عليهما، مع الأدب والتوقير، والحذر من إيذائهما بقول أو فعل. وراجع الفتوى رقم: 66308.
والله أعلم.