الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخوف أنواع: فمنه ما يجده كل إنسان بطبيعته، كالخوف مما يؤذي، كأن يخاف مما يضره من أعداء الجن والإنس والحيوانات المفترسة..
فهذا خوف جِبِـلِّي، لا علاقة له بالشرك، وقد يقع لبعض الأنبياء، قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام: فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [الشعراء: 14].
ومنه ما هو بمعنى الخضوع والتذلل واعتقاد النفع والضر في الشيء الذي يخاف، فهذا النوع من الخوف لا يجوز، وهو من الشرك الأكبر.
يقول الشيخ
ابن عثيمين رحمه الله:
والخوف أقسام، فمنه خوف التذلل والتعظيم والخضوع.. وهو ما يسمى بخوف السر، وهذا لا يصلح إلا لله تعالى، فمن أشرك فيه مع الله غيره فهو مشرك شركا أكبر، وذلك مثل أن يخاف من الأصنام والأموات، أو من يزعمونهم أولياء ويعتقدون نفعهم وضرهم، كما يفعل بعض عباد القبور..
الثاني: الخوف الطبيعي والجبلي: فهذا في الأصل مباح، لقول الله تعالى عن موسى: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّب [القصص: 21].
وعلى هذا، فإن خوفك مما يضرك أو يؤذيك لا يعد شركا، لأنك لا تقصد تعظيمه أو اعتقاد النفع والضر فيه لذاته.
ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
13277.
والله أعلم.