الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأخذ بالأسباب مطلب مهم جدا لحصول المراد، مع ضرورة التوكل على الله تعالى، والعلم بأن هذه الأسباب لا تؤثر بذاتها، وإنما يجعلها الله تعالى مؤثرة، والتوكل على الله والاجتهاد في دعائه والتقرب إليه، من أهم وأعظم الأسباب المحصلة للمطلوب.
وما ذكرته من كون غيرك لا يأخذ بالأسباب ويحصل مراده، وأنت بالعكس، كلام غير صحيح على إطلاقه، فقد يحدث هذا أحيانا لوجود أسباب أخرى كأن يكون ما ذاكره هذا الشخص قليلا صادف مجيئه في الاختبار مثلا، لكن القول بأن هذا يحدث معك دائما بعيد جدا، فإنك لا تطلعين اطلاعا تاما على أحوال زملائك ومدى تحصيلهم. والظاهر أن ما يأخذونه من علامات هو موافق لما وضعوه من إجابات، وما كتبوه في تلك الاختبارات هو حصيلة جهدهم ومذاكرتهم، لكن قد يكون عندك أنت بعض القصور في طريقة المذاكرة والتحصيل، أو في التركيز والانتباه، أو في غير ذلك مما يؤدي إلى نقص درجاتك عن رفقائك.
فنصيحتنا لك هي أن تكوني واقعية في تحليل الأسباب، موضوعية في تعرف الحامل على ما ذكرت، ثم السعي في معالجة ذلك. وأما الهروب من المواجهة بأن توهمي نفسك أن سنة الأسباب تتخلف معك دون غيرك، فليست حلا لمشكلتك فيما نرى.
فننصحك بالتقرب إلى الله تعالى، والاجتهاد في عبادته، والإكثار من دعائه، والتوكل عليه وتعليق القلب به، ثم ارضي بما يقدره ويقضيه، واعلمي أن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك، ثم اسعي في التعرف على الأسباب الحقيقية لما ذكرت من التعثر. واسعي كذلك في علاج الخلل وتدارك القصور، وفقك الله لخير الدنيا والآخرة.
والله أعلم.