الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من سؤالك أنّك موسوس، والوسوسة تختلف عن الشك، فالموسوس يعرض عن الوسوسة ولا يلتفت إليها مطلقاً. أما الذي يعتريه الشك في بعض الأمور، فإنّه لا يُهمَل إلا إذا كان مستنكحاً.
قال ابن حجر المكي -رحمه الله- في الفتاوى الفقهية الكبرى: وفرق بين الوسوسة والشك بأنه يكون بعلامة، كترك ثياب من عادته مباشرة النجاسة، وترك الصلاة خلف من عادته التساهل في إزالتها؛ لأن الأصل وهو الطهارة قد عارضه غلبة النجاسة، والاحتياط هنا مطلوب. بخلاف الوسوسة، فإنها الحكم بالنجاسة من غير علامة بأن لم يعارض الأصل شيء، كإرادة غسل ثوب جديد أو اشتراه احتياطا، وذلك من البدع. كما صرح به النووي في شرح المهذب، فالاحتياط حينئذ ترك هذا الاحتياط، وبأن الموسوس يقدر ما لم يكن كائنا، ثم يحكم بحصوله كأن يتوهم وقوع نجاسة بثوبه، ثم يحكم بوجودها من غير دليل ظاهر. اهـ.
وعليه؛ فلا حاجة بك إلى ضابط الاستنكاح بالشك، وعليك أن تعرض عن الوساوس مطلقاً.
والله أعلم.