الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ذلك تم في مرحلة الخطوبة قبل العقد، فهو زنا محض، ولا ريب في كون الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر التي تجلب غضب الله. ومن وقعا في الزنا -والعياذ بالله- فالراجح أنّه لا يجوز لهما أن يتزوجها إلا بعد التوبة، وانقضاء العدة؛ حتى تعلم براءة الرحم.
قال الحجاوي –رحمه الله-: وتحرم الزانية -إذا علم زناها- على الزاني وغيره، حتى تتوب، وتنقضي عدتها. اهـ.
فالواجب عليكما المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعتما فيه من فاحشة الزنا، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
فإذا تبتما توبة صحيحة، فلا مانع من زواجكما بعد انقضاء العدة بحيضة واحدة، على القول الراجح عندنا، وراجعي الفتوى رقم: 233461.
أما إذا كان العقد قد تم، ولكن لم يتم الزفاف، فالعقد وحده كاف في إباحة الاستمتاع بين الزوجين، ولو لم يدفع الصداق، أو يقع الزفاف، ولا يسمى ما يقع بين طرفي العقد في تلك المرحلة علاقة غير شرعية، وللفائدة، ومزيد من التفصيل، تراجع الفتوى رقم: 60506
والله أعلم.