الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من وصول بعض النساء إلى الكمال البشري، وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- بذلك، ففي الصحيحين عن أبي موسى –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ.
جاء في شرح سنن ابن ماجه للسيوطي: كمل من الرِّجَال كثير أَي من الْأُمَم السَّابِقَة، وَلم يكمل من النِّسَاء الا امْرَأَتَانِ، وَلَا يلْزم مِنْهُ أنه لم يكمل من أمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد من النِّسَاء، بل لهَذِهِ الْأمة مزية على غَيرهَا. اهـ
وقول البعض إنّ الكمال لله تعالى يقصد به الكمال المطلق، فهو لله وحده، وأما الكمال البشري فغير ممتنع، وانظري الفتوى رقم: 50873.
واعلمي أنّ القرآن كله هدى، وشفاء، ونور، وموعظة، ورحمة للمؤمنين، وكل ما فيه من القصص والأخبار المتعلقة بالنبي أو غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، فهو نافع غاية النفع للمؤمنين، قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [يوسف: 111]
واعلمي أنّ استعمال لفظ "معجزة" للدلالة على آيات الأنبياء هو اصطلاح للعلماء وليس مستفادا من نصوص الشرع بحيث لا يطلق على غير هذا المعنى، وراجعي الفتوى رقم: 38994.
والله أعلم.