الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال -كما ذكرت- وهو أن المرأة المصابة هي المخطئة، فليس لها حقّ على صاحبة السيارة، وعلى فرض أنّ لها حقاً، وقد أبرأتها منه، فقد برئت ذمتها، ولا يلزمها دفع شيء لها، وليس لها الرجوع فيما أسقطته، وليس لأولادها المطالبة بشيء من ذلك، لأنّ الساقط لا يعود.
وإذا كانت وزوجها قد وعدوا أولادها بالإنفاق على العلاج وغيره، فقد كان ذلك مقابل عدم رفع الأمر للشرطة، فإذا كانوا قد رفعوا الأمر للشرطة، فلا يلزمهم الوفاء بوعدهم.
وعليه؛ فليس على صاحبة السيارة حقّ للمرأة فيما بينها وبين الله. هذا على افتراض أن صاحبة السيارة لا يد لها فيما جرى، لكن هل المصابة أو ذووها موافقون على ذلك؟ أم أن لهم دعوى أخرى؟ إن كانوا لا يعترفون بخطئهم، فلا بد من رفع القضية إلى ذوي الاختصاص في هذا الشان؛ ليحددوا من يتحمل المسؤولية.
والله أعلم.