الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما تشعرين به أقرب إلى الوسوسة، وسببه ما ذكرت مما حدثت به عن السحر.
وعلى كل؛ فعليك باللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء، مع دوام المواظبة على الطاعات، والابتعاد عن المعاصي، مع الإكثار من قراءة القرآن، ولا سيما سورة البقرة، فإن لم تقرئيها، فأكثري من قراءة آية الكرسي عند النوم، وحال اليقظة.
كما يمكنك أن ترقي نفسك، وقد ذكرنا الآيات والأدعية التي تقال في الرقية في الفتوى رقم: 13277، فراجعيها.
وننصحك مع ذلك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والمداومة على ذكر الله تعالى كثيرًا, قال عز وجل: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28]، وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً [الأحزاب:41]، وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُم [البقرة:152]، فأهم ما يتقى به خطر السحر قبل وقوعه ويعالج به بعد وقوعه، هو ملازمة الأذكار الشرعية، والدعوات، والتعوذات المأثورة، فهي للوقاية وللعلاج معًا.
وننبه هنا على أنه لا يجوز لأحد أن يتهم أحدًا بالسحر، إلا ببينة.
والاتهام بالسحر، أمر خطير، لا يكفي فيه مجرد الشك، والشيطان حريص على أن يشكك بعض الناس في بعض؛ ليفسد ذات بينهم.
ومن أهداك الصابون قد ذكرت أنه على قدر من التدين، وليس هنالك ما يدعو لاتهامه، ثم إنه على فرض معرفة كون الصابون، أو غيره به سحر، فلا يكفي رميه، وقد ذكرنا -سابقا- أن إتلاف السحر يحتاج لذوي الاختصاص، كما في الفتوى رقم: 21102.
ولمعرفة حقيقة الوسواس القهري وكيفية علاجه، انظري الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.