الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نكاد نقطع به أن والدتك صادقة كل الصدق فيما تخبرك به من حبها لك، وعدم احتمالها نزول الأذى بك، وهذه فطرة فطر الله عليها الآباء والأمهات، ربما لن تشعري بها إلا إذا جربت شعور الأمومة.
ولو افترض أنه يقع أحيانا منها تصرفات تؤذيك؛ فإن مبررها عند أمك هو الخوف عليك، أو الرغبة في تكميلك، وإيصالك إلى الغاية التي تنشدها لك. وربما يعتريها الغضب كما يعتري غيرها، ولكن هذا لا يقدح في صدق محبتها لك، وحرصها على مصلحتك.
فعليك أن تعرفي لها فضلها وإحسانها إليك، واجتهدي في برها قدر المستطاع، واحتملي محتسبة ما يكون منها من تصرفات لا تعجبك ولا ترضيك.
وأنت لو احتسبت في معاملتها، وأخلصت لله تعالى في احتمالها؛ لزال عنك الضيق والهم، فضلا عما تجدينه مذخورا لك في الآخرة من الأجر العظيم.
والله أعلم.