الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فنسأل الله أن يزيدك ثباتا على دينك، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.ولا ريب أن ما ذكرت من احتقار أبيك للدين وزعمه أن الدين تخلف يدل على أن أباك على خطر عظيم، فإن هذه الأمور التي ذكرت، من علامات الردة والنفاق، عياذا بالله، إذ لا يحتقر الدين من يؤمن به. قال الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 65- 66].وقال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:9].وقد أجمع العلماء على أن من استهزأ بالدين أو أبغض شيئا منه أنه كافر.ولذا، فإننا ننصحك بأن تجتهد في دعوته وبيان الحق له، واستعن على ذلك بالله، وألح على الله سبحانه في الدعاء أن يهدي والدك، وأن ينقذه من الضلال وسوء الخاتمة، ولتتحل في دعوتك له بالرفق واللين والإحسان إليه، فإن هذا مطلوب في حق كل مدعو، فكيف بالوالد الذي أمر الله ببره والإحسان إليه؟! سواء كان مسلما أو كافرا.ويمكنك الاستعانة ببعض أهل الخير والصلاح ممن يحترمهم والدك في نصح الوالد وإرشاده، فإن استجاب فالحمد لله، وإن أصر على ما هو عليه، فترفق به وأحسن إليه مع ملازمة نصحه، ولا تطعه فيما يأمرك به من معصية الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وراجع للأهمية الفتوى رقم: 224827، فإن كان ما يأمرك به ليس معصية، فأطعه في ذلك، فإذا كان يمنعك من صلاة التراويح في المسجد بغرض الدراسة، فلتطعه وصلها في البيت، فقد فضَّل بعض أهل العلم أداءها في البيت على أدائها في المسجد، كسائر أنواع النوافل. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 40359. وراجع للأهمية الفتوى رقم: 30170 والفتوى رقم: 23297.
والله أعلم.