الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مؤاخذة عليك - إن شاء الله - في هذا الكره القلبي ما دام لم يترتب عليه قول أو عمل، قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه، فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر. قالوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره، فمن خطر له الكفر مجرد خطران من غير تعمد لتحصيله، ثم صرفه في الحال فليس بكافر، ولا شيء عليه. اهـ.
وهذا الحديث الذي أورده رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وبقاء أم الزوج مع زوجة ابنها مثل هذه المدة الطويلة لا شك في أن فيه نوعا من الحرج، ومقابلة ذلك بالصبر والحكمة قد تكون له عاقبة حميدة، فتكسبين مودة زوجك، وتعظم مكانتك في نفسه، وتقوى العشرة بينكما. ولئلا تتأذي من هذا الضيق الذي تحسين به الأولى بك أن تشغلي نفسك بما ينفع، هذا بالإضافة إلى ذكر الله تعالى، ففيه أعظم تسلية للإنسان عند حصول القلق وتواتر الأحزان، قال عز وجل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
والله أعلم.