الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في فضل الموت غرقا أنه شهادة للمسلم؛ لما فيه من الألم والشدة، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. متفق عليه. وراجع الفتوى رقم: 128971.
وهذا الفضل لا ريب في أنه خاص بأهل الإسلام، وليس للكفار فيه نصيب، فالقاعدة أن نصوص الوعد والوعيد مقيدة بما جاء في النصوص الأخرى، من شروط لا بد من تحققها، وموانع يتعين انتفاؤها. فإذا اجتمعت الشروط، وانتفت الموانع؛ تحقق الوعد والوعيد. وإذا تخلف شرط، أو وجد مانع؛ فإنه يتخلف الوعد والوعيد. وأعظم شروط نيل الوعد هو الإسلام.
قال ابن تيمية: وما ورد من نصوص الوعيد المطلقة كقوله تعالى: {فسوف نصليه نارا}، فهو مبين ومفسر بما في الكتاب والسنة من النصوص المبينة لذلك المقيدة له، وكذلك ما ورد من نصوص الوعد المطلقة. اهـ.
وقال أيضا: فكل حديث فيه عن مؤمن أنه يدخل النار، أو أنه لا يدخل الجنة، فقد فسره الكتاب والسنة أنه عند انتفاء هذه الموانع. وكذلك «نصوص الوعد» مشروطة بعدم الأسباب المانعة من دخول الجنة، وأعظمها أن يموت كافرا. اهـ.
فمن أعجب العجب السؤال عن دخول فرعون الجنة؛ لأنه مات غرقا!!
وأما ما رأيته في منامك: فما نحن بتأويل الأحلام بعالمين، وتعبير الرؤى ليست من اختصاص موقعنا.
والله أعلم.