الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام قد رغب في مراعاة جانب الخلق والدين عند الإقدام على الزواج، وابتغاء صاحبهما وصاحبتهما، فمن كان متديناً ذا خلق ودين؛ فقد استجمع أهم الشروط والصفات المعتبرة. روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك. فالدين أرجى أن تدوم معه العشرة الزوجية، وهذه الديمومة مقصد أساسي في تشريع الزواج.
ولكن هذا لا يعني المنع من اعتبار بعض الصفات التي قد يكون لها أثر في الحياة الزوجية؛ لأن الزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية، والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، وكل ما من شأنه أن يحقق مقصد الزواج وهو الدوام والاستمرار، والذي سبقت الإشارة إليه.
وللمزيد بهذا الخصوص، يمكن مطالعة الفتوى ذات الرقم: 168385، والفتوى ذات الرقم: 242749.
فالشأن كل الشأن في أن يكون الدين مقدما على غيره من الصفات، والخطأ كل الخطأ في أن يكون كل شيء من الصفات مقدما عليه، ولا يأبه المرء لأمر الدين، أو يكون ثانويا عنده.
والله أعلم.