الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم نصًّا شرعيًّا في بيان كيفية انتقال الناس من عرصات القيامة يوم الحساب إلى الصراط.
وإذا كان الصراط جسرًا ممدودًا على متن جهنم، وقنطرةً بين الجنة والنار، فقد اختلف أهل العلم في مكان كل من الجنة والنار، قال الدكتور عمر الأشقر في كتاب: (الجنة والنار): اختلف العلماء في موقع النار الآن:
فقال بعضهم: هي في الأرض السفلى.
وقال آخرون: هي في السماء.
وقال آخرون بالتوقف في ذلك، وهو الصواب؛ لعدم ورود نص صريح صحيح يحدد موقعها ...
قال الشيخ ولي الله الدهلوي في عقيدته: "ولم يصرح نص في تعيين مكانهما - أي: الجنة والنار - بل حيث شاء الله تعالى؛ إذ لا إحاطة لنا بخلق الله وعوالمه".
وقال صديق حسن خان عقب إيراده لقول الدهلوي هذا: "أقول: وهذا القول أرجح الأقوال، وأحوطها -إن شاء الله تعالى-. اهـ.
وهنا ننبه على أن أرض المحشر هي كذلك محل خلاف: هل هي أرضنا هذه، أم غيرها، كما قال الله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم: 48] قال الماوردي في النكت والعيون: فيه قولان:
أحدهما: أنها تبدل بأرض غيرها بيضاء، كالفضة، لم تعمل عليها خطيئة. قاله ابن مسعود. وقال ابن عباس: تبدل الأرض من فضة بيضاء.
الثاني: أنها هي هذه الأرض، وإنما تبدل صورتها، ويطهر دنسها. قاله الحسن. اهـ.
والله أعلم.