الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان أبوك على هذه الحال التي ذكرت من شرب المسكر، والاعتداء على الأعراض، فهو على خطر عظيم.
وإذا كنت ترتابين من جهته، وتخافين على نفسك من أفعاله المنكرة، فالواجب عليك أن تحتاطي في التعامل معه، وتأخذي بالأسباب التي تحول بينه وبين حصول هذه الأفعال المنكرة، لكن كل ذلك لا يسقط حقّه عليك في البر، والمصاحبة بالمعروف.
ومن البر به: أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر برفق، وأدب، وإعانته على التوبة، والاستقامة على طاعة الله، وانظري الفتوى: 309517.
أمّا بخصوص أمواله التي كتبها باسمك، وجعلت له الوكالة عليها، فلم يتضح لنا المقصود بكتابتها باسمك، هل كان المقصود منه هبتك هذه الأموال، أم كان تلجئة لخوف مفسدة، أم لغرض آخر؟
فإن كان كتبها باسمك تلجئة، فهي له، وليس لك منعه من التصرف فيها، وإن كان وهبك هذه الأموال، فله أن يرجع في هبته، وليس لك منعه من ذلك، وانظري الفتوى: 355549.
وأمّا أموالك الخاصة التي تملكينها، فلا حرج عليك في إلغاء وكالته عليها، ولا يلزمك أن تعطيه شيئًا من مالك ما دام في كفاية، وانظري الفتوى: 133046.
وإذا كان للوالد أموال لا يحسن التصرف فيها، وينفقها في المحرمات، فيجوز رفع أمره للحاكم؛ ليحجر عليه، كما بينا ذلك في الفتوى: 332158.
والله أعلم.