الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في عظم حق الوالد على ولده, وكون بره وطاعته في المعروف من أفضل القربات، والصبر على ذلك ومجاهدة النفس على تحمل الأذى في سبيله؛ مما تعظم به الأجور ويستجلب به رضوان الله وتوفيقه للعبد.
فالذي ننصحك به أن تطيع أباك في المعروف، وتحسن إليه ابتغاء وجه الله، لكن إذا كان في بقائك معه في البيت ضرر عليك أو مشقة شديدة، فلا حرج عليك في ترك البيت، والإقامة حيث شئت، مع مواصلة زيارته وبرّه بما تسطيع، ولا تكون بذلك عاقاً لوالدك.
قال ابن قدامة في المغني: فأما البالغ الرشيد: فلا حضانة عليه، وإليه الخيرة في الإقامة عند من شاء من أبويه، فإن كان رجلًا، فله الانفراد بنفسه، لاستغنائه عنهما، ويستحب أن لا ينفرد عنهما، ولا يقطع بره عنهما. اهـ.
والله أعلم.