الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يصح الاعتماد على المنامات في إثبات هذه التهمة! فإنه وإن كان بعضها رؤى من الله، إلا أن بعضها أيضاً أحلام من الشيطان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ الْحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، فَلَنْ يَضُرَّهُ. متفق عليه.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس. رواه مسلم، وفي رواية للبخاري: وتخويف الشيطان. وإذا لم تكن هناك بينة تثبت ذلك؛ فلا يجوز إلقاء التهم دون برهان.
وأما مسألة النصح والتذكير بالله وبسوء منقلب الظالمين يوم القيامة، فهذا يمكن فعله دون مجازفة بإلقاء التهمة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ويبقى الأنفع والأهم للسائل هو: الاجتهاد في معرفة أسباب ما يشكو منه هو وأسرته من أعراض، ثم الاجتهاد في معالجتها بما يناسبها، سواء أكان سحراً أو غيره. وقد سبق لنا بيان وسائل علاج السحر في الفتاوى: 2244، 5433، 5252. كما سبق أيضاً بيان المظاهر والعلامات التي تظهر على المسحور والمصاب بالعين في الفتويين: 69640، 7970.
والله أعلم.