الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هوى النفس معناه ما تميل إليه وتشتهيه، قال الله تعالى مبينا حال الكافرين: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ [لنجم:23]، أي تميل إليه كما قال الإمام
القرطبي في تفسيره، وما تميل إليه النفس يكون غالباً مخالفاً للشرع الكريم، ويدخل في ذلك الاستماع إلى الأغاني والتبرج وشهوة المال بقصد صرفه في ما لا يجوز شرعاً.
وكبح جماح النفس عن مثل هذا سبب لسعادتها عند الله تعالى كما قال الله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعـات:40-41].
قال الإمام
القرطبي: زجرها عن المعاصي والمحارم، وقال سهل: ترك الهوى مفتاح الجنة، لقوله عز وجل: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى. انتهى.
وكثيراً ما ورد في الكتاب والسنة ذم اتباع الهوى وبيان أنه سبب لدفع الحق وعدم اتباعه، فقد قال تعالى مخاطباً رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص:50]، وقال الله تعالى أيضاً مخاطباً نبيه داود عليه الصلاة والسلام: وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [صّ:26].
كما أن اتباع الهوى سبب من أسباب الهلاك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
وثلاث مهلكات: هوى متبع وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه. ، حسنه الشيخ
الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وبالمقابل توجد بعض النفوس الزكية التي استقامت على أوامر الله تعالى فصار هواها مربوطاً بالشرع، وهذا دليل على كمال الإيمان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به.
وهذا الحديث في إسناده ضعف، لكن قال الإمام
النووي في الأربعين النووية هذا حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح.
وأما تمني بعض الأمور المباحة فهو جائز، قال
الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
قال ابن عطية يجوز تمني ما لا يتعلق بالغير، أي مما يباح وعلى هذا فالنهي عن التمني بخصوص ما يكون داعية إلى الحسد والتباغض، وعلى هذا محصل قول الشافعي: لولا أنَّا نأثم بالتمني لتمنينا أن يكون كذا، ولم يرد أن كل التمني يحصل به الإثم. انتهى، وللمزيد عن هذا الموضوع راجعي الفتوى رقم:
28477.
والله أعلم.