الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت من الخلق الحسن لهذه الفتاة أمر طيب، ولكن لا تغفل جانب الدين وهو الأهم، بأن تكون مما يحافظ على الفرائض، ولا سيما الصلاة، وتجتنب المحرمات خاصة الكبائر وتلتزم بالستر والحجاب. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فلا بأس بأن تعرض عليها أمر الزواج مرة أخرى، ولكن قبل أن تقدم على هذه الخطوة اسأل عنها الثقات ممن هم مطلعون على أمرها، فإن أثنوا عليها خيرًا فاعرض الأمر عليها ثانية، ولا نظن أن يقلل ذلك من شأنك عندها.
والدعاء المناسب في مثل هذه الحالة هو دعاء الاستخارة، لأنها تفويض الأمر إلى الله عز وجل، إن كان في هذا الزواج خير يسره لك، وإن كان فيه شر صرفه عنك، فأنت لا تعلم عواقب الأمور، والله يعلمها، قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وانظر في الاستخارة الفتوى: 19333، والفتوى 160347.
وفي نهاية المطاف إن لم يوفقك الله عز وجل في الزواج منها، فالنساء غيرها كثير، وعسى الله تعالى أن يبدلك من هي خير منها، فتوجه إليه وسله الزوجة الصالحة، واستعن في البحث عنها بالثقات من أصدقائك وأقربائك.
والله أعلم.