الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فوصيتنا لك -أخانا الكريم- أن تهوّن الأمر على نفسك، ولا تحملها ما قد لا تستطيع حمله، فتضرّ نفسك من حيث لا تشعر، خاصة وأن من تتكلم عنها هي أمّك، ولا يخفى عليك قدرها، وحقها عليك بصفتك ولدها، وكتابة الدَّين لا شك أنها أفضل، وفيها امتثال لأمر الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن كتابته مستحبة، وليست واجبة، كما أوضحناه في الفتوى: 121705.
وقد أحسنت بكتابتك دَين أخيك؛ طاعة لأمك، ولكون ذلك مأمورًا به شرعًا.
وينبغي أن تحمل طلبها كتابته على المحمل الحسن، وأنها تريد أن تحفظ لولدها حقه؛ لحاجته، أو لغير ذلك، لا أنها في نفسها شيء تجاهك، أو أنها تخشى خيانتك.
وإن كانت قد أساءت التصرف في مالك سابقًا، فلا شكّ أنها ملومة في ذلك، ولكن لا تترك للشيطان مجالًا ليتلاعب بك؛ بمحاولة الربط بين الحادثتين؛ ليوغر صدرك، ويحزنك، ويحاول أن يفسد ما بينك وبين أمّك.
وكذلك الحال بالنسبة لعيالك، فقد ذكرت أنها تحبهم، ومتعلقة بهم، فليس هنالك إذن إشكال من هذه الجهة، ولا ندري ما الذي يمنعها من زيارتهم؟ وما طبيعة العلاقة بينها وبين زوجتك؟ فمن المعتاد كثيرًا سوء العلاقة بين الزوجة وأمّ الزوج، فإن كان ثمة شيء من هذا القبيل، فقد يكون هو المانع.
ولو قدّر أن كان السبب كونها تحمل شيئًا في نفسها تجاهك، فاعمل على مداراتها، وتلطف بها، ووسط أهل الخير ليسعوا في الإصلاح، هذا مع الدعاء بأن يصلح الله الحال.
والله أعلم.