الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأما عدم وجود مكان للصلاة، فهذا مما يندر حدوثه، إذ الصلاة تصح في كل مكان؛ لحديث: وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ، فَلْيُصَلِّ. متفق عليه. إلا أن كثيرا ممن يعيش في بلاد الغرب، يتعذر بعدم وجود مكان، وهو في الحقيقة إما أنه يقصد المكان المخصص للعبادة، ظنا منه أن الصلاة لا تصح إلا في ذلك، وإما أنه يقصد المكان الخالي الذي لا يراه فيه الكفار، وهذا ليس عذرا لتأخير الصلاة عن وقتها حتى الرجوع إلى البيت.
وأما مشكلة الإفرازات: فخروج تلك الإفرازات ناقض للوضوء، وهذه الإفرازات العادية المعروفة برطوبات الفرج، محكوم بطهارتها في المفتى به عندنا، فلا توجب الاستنجاء، ولا غسل الملابس منها، وإنما يجب الوضوء فقط، فتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وانظري الفتوى: 110928.
وإذا بلغت الإفرازات حد السلس، فإنه يجوز لك أن تجمعي بين الظهر والعصر في وقت إحداهما تقديما أو تأخيرا، كما يجوز لك أن تجمعي بين المغرب والعشاء. أما الجمع بين كل الصلوات، فهذا لا يجوز، ولم تأت به الشريعة.
ولا يجوز العدول عن الوضوء إلى التيمم بحجة عدم وجود مكان للوضوء، ويمكنك أن تغلقي على نفسك الحمام وتتوضئي فيه، ولو فرض أن هذا متعذر بكل حال، ولم يمكن أن تتوضئي إلا بكشف ما هو عورة أمام الأجانب، فإنه يجوز لك عند جمع من الفقهاء العدول إلى التيمم، وانظري الفتوى: 79230.
والله تعالى أعلم.