الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن اللاعب بالألعاب التي فيها أفعال كفرية -كالسجود للأصنام، ونحو ذلك-، لم يفعل فعل كفريًّا حقيقيًّا، وإنما هو تمثيل، ومحاكاة لأمور كفرية، فهل تلك المحاكاة، تستلزم الرضا بالكفر!؟
الذي نقرره: أنه لا تلازم، وأنه يُتصور اللعب بها مع عدم الرضا، لا سيما وبعض العلماء ينص على أن مجرد الرضا بالكفر، لا يكون كفرًا إلا مع استحسان الفعل، لا مع استقباحه، جاء في حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي: وفي الكشف: قال مشايخ ما وراء النهر: الرضا بالكفر مع استقباحه، ليس بكفر، وإنما يكون كفرًا مع استحسانه، قال تعالى حكاية عن موسى -صلى الله عليه وسلم-: {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا} [يونس: 88]، قصد زيادة عذابهم. اهـ. وراجع الفتوى: 184427.
وأما موضع العلاج بالصليب الأحمر، فلا علاقة له بالكفر، ولم نقف على فتوى بالرقم الذي ذكرته.
وأما قولك: (فقد قرأت أن من فعل محرمًا وهو لا يدري أنه كفر، يكفر، وإن لم يكن يدري)، فقد بينا هذه المسألة في الفتوى: 355225، فراجعها.
والله أعلم.