الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى فورا، وأن تحافظ على صلاتك؛ فإن ترك الصلاة من أكبر الموبقات، وأعظم المنكرات، وانظر الفتوى: 130853.
وعليك أن تجاهد نفسك مجاهدة صادقة، لتتوب من الاستمناء المحرم، وكلما عدت وأذنبت فتب مجددا، واصحب الصالحين واجتهد في الدعاء، وابتعد عن أسباب الفتن وإثارة الشهوة. ثم إذا أجنبت وكان الغسل يحدث معه الألم المذكور، فلك رخصة عند بعض العلماء في التيمم.
قال الشيخ عليش في منح الجليل: (يَتَيَمَّمُ) بِفَتَحَاتٍ مُثَقَّلًا، وُجُوبًا إنْ خَافَ هَلَاكًا، أَوْ شِدَّةَ أَذَى بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ، أَوْ لَمْ يَجِدْهُ. وَجَوَازًا إنْ خَافَ مَرَضًا خَفِيفًا بِهِ، وَفَاعِلُ تَيَمَّمَ (ذُو) أَيْ صَاحِبُ (مَرَضٍ) عَاجِزٍ عَن اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ بِسَبَبِهِ، أَوْ لِعَدَمِهِ كَمَا يَأْتِي فِي الْمَتْنِ حَقِيقَةً، أَوْ حُكْمًا كَصَحِيحٍ خَافَ حُدُوثَهُ بِاسْتِعْمَالِ الْمَاءِ. انتهى.
وكثير من أهل العلم لا يرون مشروعية التيمم في مثل هذا المرض؛ لكونه لا يخاف معه تلف عضو، أو شين فاحش فيه، وهذا هو ضابط المرض المبيح للتيمم عندهم.
قال النووي في المنهاج في الأسباب المبيحة للتيمم: الثالث: مرض يخاف معه من استعماله على منفعة عضو، وَكَذَا بُطْءُ الْبُرْءِ، أَوْ الشَّيْنُ الْفَاحِشُ فِي عُضْوٍ ظَاهِرٍ فِي الْأَظْهَرِ. انتهى.
والذي ننصحك به هو أن تتوب إلى الله تلافيا لهذا الإشكال، فالأمر بحمد الله يسير، وإذا قدر وأجنبت لسبب أو لآخر، فجاهد نفسك على الاغتسال.
فإن كنت لا تحتمل الضرر الحاصل لك من الاغتسال، أو كان يشق عليك مشقة بالغة، فنرجو أن يسعك قول من يبيح لك التيمم والحال هذه، ولكن لا تترك الصلاة بحال؛ فإن تركها من أكبر الآثام.
والله أعلم.