الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأحسن الله عزاءك في أمك، ونسأل الله عز وجل لوالديك المغفرة والرحمة، ورفعة الدرجات في الفردوس الأعلى.
ولا يلزمك شرعا الاتصال بعمك قبل السفر، ولكن لا يجوز لك قطيعته؛ لأن في ذلك قطيعة للرحم.
وإن كان قد قصر في حقك، فلا تقصري أنت في حقه، خاصة وأنه عمك، وهو بمثابة الأب، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عمر؛ أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه؟. أي مثله، يعني أصلهما واحد. فتعظيمه كتعظيمه، وإيذاؤه كإيذائه. كما في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
ولا يجوز لك ترك الكلام معه لمجرد إرضاء نفسك، والغبن الذي تحسينه تجاهه، فإن ذلك موجب للوقوع في قطيعة الرحم، وهي كبيرة من كبائر الذنوب. وراجعي الفتوى: 13912.
وننصح بالسعي في إصلاح ذات البين، فذلك من أعظم القربات، وقد حث الشرع عليه، كما بيناه في الفتوى: 117937.
وإذا كان عمك هذا أقرب العصبات إليك، وهم أقاربك من جهة الأب، فهو وليك إن لم تكوني متزوجة وقدر لك الزواج، وراجعي لمزيد الفائدة، الفتوى: 22277. ثم إنك قد تحتاجين إليه في غير ذلك من المصالح، وهذا مما يؤكد أمر الإصلاح.
والله أعلم.