الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة إذا أوقع الله عز وجل في قلبها حب رجل أجنبي عنها، فلا مؤاخذة عليها في ذلك؛ لأن الأمور القلبية لا يؤاخذ عليها صاحبها، ما لم يترتب عليها محظور شرعي من قول أو عمل، قال تعالى في دعاء المؤمنين: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}، وثبت في صحيح مسلم أنه تعالى قال: قد فعلت. وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
فيجب عليها أن تكون على حذر، وتعف نفسها، وأنت والحمد لله على حذر في هذا الجانب، فجزاك الله خيرا.
والحل للمتحابين هو الزواج، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وأنت قد بلغت مبلغ النساء، وبلغ هذا الشاب مبلغ الرجال، فلا ينبغي للأهل الحيلولة بينكما وبين الزواج بدعوى صغر السن، خاصة وأنه فيما يبدو أنكما في مجتمع تكثر فيه الفتن. فيمكنك محاولة إقناعهم وتوسيط بعض الفضلاء لإقناعهم، ولا تنسي أن تكثري من الدعاء. فإن تيسر لك إقناعهم فبها ونعمت، وهو المطلوب.
وإن أصروا على الرفض فننصح بالصبر وامتثال أمرهم، فقد يدركون ما لا تدركين، ومن ذلك ما قد يكون من قوانين تقيد الزواج في مثل هذه السن، فيعرضهم ذلك للحرج والمساءلة القانونية، ولا ينبغي للمسلم أن يوقع نفسه في الحرج.
روى الطبراني وغيره، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإياك وما يعتذر منه. وإن لم يوجد مثل هذا الحرج، فلا بأس بالاستمرار في محاولة إقناعهم.
والله أعلم.