الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يجزيك خيرا على أن كنت سببا في هداية هذه المرأة، ودخولها الإسلام.
فهذه قربة من أعظم القربات، وعمل جليل يثاب عليه صاحبه الأجر الجزيل. روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي -رضي الله عنه- حين بعثه إلى خيبر: فوالله لأن يُهدى بك رجل واحد، خير لك من حمر النعم.
ونسأله تبارك وتعالى أن يحفظ هذه الأخت، ويحفظ لها دينها ويزيدها هدى وتقى وصلاحا، وثباتا على الحق حتى تلقاه على خاتمة حسنة.
وقد أصابت برفضها إجهاض جنينها، إذ لا يجوز إجهاضه ولو قبل نفخ الروح فيه -على الراجح من أقوال الفقهاء- ومجرد كونه بسبب اغتصاب لا يسوغ لها إجهاضه، وراجع الفتوى: 285973.
وينبغي عليها أن تكون على حذر في المستقبل، وتتخذ من الاحتياطات ما يحول دون تكرر ما حصل. وزواجها من أعظم ما يعينها في هذا السبيل؛ لكونها ستكون تحت زوج يصونها ويحميها.
ولا يجوز لك الزواج منها قبل أن تضع مولودها؛ لأن الاستبراء واجب، وراجع الفتوى: 24127.
وإن أمكنك الزواج منها بعد الاستبراء، فهو أمر طيب وحسن؛ لتعينها على العفاف، وتعينها في أمور دينها ودنياها، ولا ينبغي أن يكون ما حدث لها مانعا لك من الزواج منها، ولعل الله عز وجل يرزقك منها ذرية يبارك لك فيها.
وإن لم ترغب في الزواج منها، أو خشيت أن لا تدوم الحياة الزوجية بينكما، فدعها، واعمل على مساعدتها في البحث عن رجل صالح يتزوجها.
والله أعلم.