الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة من الزنا، واعلمي أنّ التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود له، مع الستر على النفس؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... أَيُّهَا النَّاسُ؛ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ. مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا، فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
قال ابن عبد البر -رحمه الله- في التمهيد: وفيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه، إذا أتى فاحشة. انتهى.
فاستري على نفسك ولا تفضحيها، ولا تخبري زوجك أو غيره بما وقعت فيه من الفاحشة، واحذري من مكالمة الشخص الذي وقعت معه في الحرام أو مراسلته، وسؤاله إخبار زوجك واستحلاله، فكل ذلك لا نفع فيه، وقد يترتب عليه مفاسد عظيمة. فأعرضي عن هذه الخواطر، واستري على نفسك، واجتهدي في الأعمال الصالحة، وأبشري بقبول توبتك، وعفو الله ومغفرته.
والله أعلم.