الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فرد المسلم في المناسبات المتعلقة به، على تهنئة غير المسلم، يكون من جنس رد التحية.
والأصل فيها: قوله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا {النساء:86}، فيرد عليه تهنئته بما يناسب حاله، ويتجنب في جوابه ما لا يليق بكافر، وقد عقد الإمام النووي في الأذكار: باب ما يقوله المسلم للذمي إذا فعل به معروفًا. قال فيه: اعلم أنه لا يجوز أن يدعى له بالمغفرة، وما أشبهها، مما لا يقال للكفار، لكن يجوز أن يدعى بالهداية، وصحة البدن، والعافية، وشبه ذلك. روينا في كتاب ابن السني عن أنس -رضي الله عنه- قال: استسقى النبي صلى الله عليه وسلم، فسقاه يهودي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "جمّلك الله"، فما رأى الشيب حتى مات. انتهى. ونقل النووي في موضع آخر عن أبي سعد المتولي قوله: لو أراد تحية ذمي، فعلها بغير السلام، بأن يقول: هداك الله، أو أنعم الله صباحك. اهـ. ثم قال النووي: هذا الذي قاله أبو سعد، لا بأس به، إذا احتاج إليه، فيقول: صبحت بالخير، أو السعادة، أو بالعافية، أو صبحك الله بالسرور، أو بالسعادة والنعمة، أو بالمسرة، أو ما أشبه ذلك. اهـ.
نقل ابن مفلح في الآداب الشرعية عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله: إذا سلم الذمي على المسلم، فإنه يرد عليه مثل تحيته، وإن قال: أهلًا وسهلًا، فلا بأس. وقوله: إن خاطبه بكلام غير السلام مما يؤنسه به، فلا بأس بذلك. انتهى.
والمقصود أن المسلم يرد على غير المسلم تهنئته بما يناسب حاله، وما يليق بالمناسبة، من الدعاء له بما يصلحه، أو شكره، أو إعادة عبارته، ونحو ذلك.
وبخصوص عبارة: (رمضان كريم) فيمكن أن يردها عليه، ينوي بذلك أن تشمله رحمة الله في رمضان، فيهديه للإسلام، جاء في الآداب الشرعية: لو قال لذمي: أرشدك الله، أو: هداك الله. فحسن. وقال إبراهيم الحربي: سئل أحمد بن حنبل عن الرجل المسلم يقول للرجل النصراني: أكرمك الله؟ قال: نعم. يقول: أكرمك الله، يعني بالإسلام. اهـ.
والله أعلم.