الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تصبر على زوجتك، وتتفاهم معها برفق وحكمة، وتبين لها عظم حقّ الزوج على زوجته، ولا سيما فيما يتعلق بحق الفراش، وأنّ الأصل في علاقة الزوجين المودة والتفاهم، ولا ينبغي لأحدهما أن يكره الآخر لعيب فيه أو تقصير منه، فلا بد من التجاوز عن بعض الأخطاء، والتغاضي عن الزلات والهفوات، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر وصفاته، فالعلاقة الزوجية علاقة وثيقة وميثاق غليظ، فلا يسوغ أن تهدم هذه العلاقة أو يكدر صفوها لمجرد وهم وخيال جامح أو انفعال طارئ، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء: 19]
قال سيد قطب –رحمه الله- : وهذه اللمسة الأخيرة في الآية، تعلق النفس بالله، وتهدئ من فورة الغضب، وتفثأ من حدة الكره، حتى يعاود الإنسان نفسه في هدوء، وحتى لا تكون العلاقة الزوجية ريشة في مهب الرياح. فهي مربوطة العرى بالعروة الوثقى. العروة الدائمة. العروة التي تربط بين قلب المؤمن وربه، وهي أوثق العرى وأبقاها.........
كي يستأني بعقدة الزوجية فلا تفصم لأول خاطر، وكي يستمسك بعقدة الزوجية فلا تنفك لأول نزوة، وكي يحفظ لهذه المؤسسة الإنسانية الكبرى جديتها فلا يجعلها عرضة لنزوة العاطفة المتقلبة، وحماقة الميل الطائر هنا وهناك..
وما أعظم قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لرجل أراد أن يطلق زوجه «لأنه لا يحبها» .. «ويحك! ألم تبن البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟ وقال لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام.
وما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم «الحب» وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة. انتهى من تفسير الظلال باختصار وتصرف يسير.
واحرص على التعاون مع زوجتك على طاعة الله، والتقرب إليه، فإن استقامت الحياة بينكما فهذا خير، وأمّا إذا بقيت زوجتك على تقصيرها في حقّك، فاسلك معها وسائل الإصلاح المبينة في الفتوى: 119105 والفتوى: 290275.
والله أعلم.