الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا بأس بأن تدعو الله بأن لا يتوفاك إلا وهو راض عنك، لكن لا يشرع لك أن تتمنى الموت لضر، أو ضيق أصابك في هذه الحياة الدنيا، التي هي دار ابتلاء ومصائب، لأن تمني الموت منهي عنه، فكيف بالدعاء به، لا سيما لمن كان مفرطا في طاعة الله تعالى، فهذا أحق بالمنع من تمني الموت والدعاء به.
والدعاء بالموت إنما يجوز -كما قال أهل العلم- إذا وجدت مصلحة دينية، قال الحافظ العراقي في طرح التثريب -بعد نقاش هذه المسألة-: فظهر بذلك أن تمني الموت والدعاء به، جائز، إن كان لمصلحة دينية، وهو خوف الفتنة في دينه، أو الشوق إلى الله ورسوله، إن كان في ذلك المقام، ومكروه فيما عدا ذلك. اهــ. وللفائدة راجع الفتويين: 161885 ، 8155.
والواجب عليك أخي السائل أن تحافظ على الصلاة، وتتوب إليه من التهاون فيها، فإنها عمود الدين، وقد توعد الله في كتابه المضيعين لها، وانظر الفتويين: 142575 ، 367015 .
واليأس من الحياة إنما هو من كيد الشيطان، ومن ضعف الإيمان، وإلا فإن المؤمن الذي يؤمن بالله ربا، ويوقن بأنه أرحم الراحمين، وبيده مفاتيح الفَرَجِ، وأنه مجيب دعوة المضطرين، ومنفس الكرب عن المكروبين؛ من أيقن بهذا لا يمكن أن يجد اليأسُ إلى قلبه سبيلا.
فنوصيك بالسعي في تقوية إيمانك وصلتك بالله تعالى، وحافظ على أداء الصلاة، والجأ إلى الله تعالى بالدعاء، ولا تجعل لليأس إلى قلبك سبيلا، فأنت في مرحلة الشباب، وممن تحتاجه الأمة الإسلامية للنهوض بها من سبات الغفلة، فلا تكن أحد الغافلين، وانظر الفتوى: 320572. حول نصيحة لمن دبّ اليأس والقنوط إلى قلبه.
والله تعالى أعلم.