الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشفع معناه لغة الزوج من العدد، ومنه الشافع وهو الذي يكون ثانياً يعزز المشفوع له ويزيل تفرده ويقوي ضعفه، والوتر: الفرد، والشفع والوتر اللذان أقسم الله تعالى بهما في قوله عز من قائل: (والشفع والوتر) [الفجر: 3].
اختلف العلماء في المراد بهما، ولعل ما أخرجه الإمام أحمد، والنسائي، والبزار، والحاكم، وصححه عن جابر مرفوعاً من أن الوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر هو أثبت شيء في تفسيرهما.
والوتر في المصطلح الفقهي هو الصلاة التي تختم بها صلاة الليل، سميت بذلك، لأنها تصلى وتراً أي ركعة واحدة أو ثلاثاً أو نحو ذلك، لما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها. هذا إذا لم يفصل بين الركعة الأخيرة وبين ما قبلها بسلام، للحديث المتقدم، فإن فصل بينها وبين ما قبلها بسلام كان الوتر اسماً للركعة المفصولة وحدها، وكان ما قبلها شفعاً سواء كان ركعتين أو أربعاً أو ستاً أو أكثر، لقوله صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن صلاة الليل: مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى. الحديث متفق عليه.
وقد يراد بالشفع الركعتان اللتان تسبقان الوتر فقط، وهما اللتان يقرأ فيهما بالأعلى والكافرون.
والله أعلم.