الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالشهر الهلالي تسعة وعشرون، أو ثلاثون يومًا، ولا يزيد عن ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الشهر هكذا وهكذا. رواه البخاري، وغيره، قال ابن حجر: يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين.
فالواجب على الناس أن يتراءوا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان:
فإن رأوه أصبحوا صائمين، وإلا أتمّوا شعبان ثلاثين يومًا، ثم أصبحوا صائمين، ولا يكون شعبان واحدًا وثلاثين يومًا قط، ولا أي شهر من الشهور القمرية، وربما وقع الخطأ في التقويم بحيث كان متقدمًا على رؤية الهلال حقيقة بيوم، فتصورت أنت أن شعبان كان واحدًا وثلاثين يومًا:
فإن كان كذلك، فعليك أن توافق الناس في بلدك في صومهم وفطرهم، على ما نفتي به من أن لكل أهل بلد رؤيتهم.
وأما إن كانوا عدوا شعبان واحدًا وثلاثين يومًا حقيقة، فلا تجوز متابعتهم على ذلك، ويجب أن تصوم اليوم المزعوم أنه الحادي والثلاثين من شعبان؛ لأنه أول رمضان في نفس الأمر قطعًا.
والله أعلم.