الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمستند من منع الاحتفال بمثل هذه الأعياد، ليس لأنها عبادة يتقرب بها المحتفل إلى الله تعالى! وإنما أصل ذلك هو المنع من اتخاذ أعياد غير ورادة في الشرع أصلًا، حتى ولو كانت على سبيل العادة، لا العبادة، فقد كان لأهل المدينة عادة في اتخاذ يومين يلعبون فيهما، ولم يقرّهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنهم لم يتخذوا ذلك دينًا يتقربون فيه إلى الله، وإنما هي مجرد عادة تعودوا عليها قبل مجيء الإسلام، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -: تخصيص الأيام أو الشهور أو السنوات بِعِيد، مرجعه إلى الشرع، وليس إلى العادة؛ ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «ما هذان اليومان؟»، قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر». ولو أن الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات؛ لأحدث الناس لكل حدث عيدًا، ولم يكن للأعياد الشرعية كبير فائدة. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة عن ذلك الفتوى: 130821.
والله أعلم.