الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بندمك على فعل فاحشة الزنا، والندم من شروط صحة التوبة، وبقية الشروط بيناها في الفتوى: 5450.
فإذا صدقت في توبتك تاب الله عليك؛ فإنه يقبل توبة التائبين، ويعفو ويتجاوز عن المسيئين، قال سبحانه، وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}، وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويتوب الله على من تاب. فأقبل على ربك وأحسن الظن به، فهو عند ظن عبده به.
وهذه المرأة قد لا تكون حملت من هذا الزنا، ولو أنها حملت، فلا يؤثر ذلك على صحة التوبة، أو قبول الصلاة. ولا شأن لك بما تحمل في بطنها، ولا ينسب إليك، ولكنه ينسب إلى أمه، فعليها رعايته والإنفاق عليه، ويرثها وترثه، وراجع الفتوى: 6045.
فلا تشغل نفسك بأمرها والتفكير فيها، بل انصرف إلى ما فيه صلاح دينك ودنياك، واسلك سبيل الاستقامة، واجتنب سبل الغواية. وانظر لمزيد الفائدة، الفتويين: 10800، 12928.
والله أعلم.