الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تكذب على طفلك، فالكذب عل الأطفال كالكذب على غيرهم فإنه محرم، روى أحمد وأبو داود - واللفظ لأبي داود - عن عبد الله ابن عامر رضي الله عنه أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « وما أردت أن تعطيه ». قالت: أعطيه تمرا. فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة ».
وينبغي في مثل هذه الأحوال استخدام المعاريض، قال الإمام البخاري في صحيحه: ( باب المعاريض مندوحة عن الكذب ). أي مخرج عن الوقوع في الكذب
ومعنى المعاريض: أن يتكلم المسلم بكلام يقصد منه شيئاً، وظاهر لفظه يدل على غير ما قصد، كما كان يقول أبو بكر حينما سئل وهو مهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا معك؟ فكان يقول: هادٍ يهديني. رواه أحمد وغيره، وهو صحيح.
فيفهم السامع أنه يقصد بالهادي الدليل الذي يدل على الطريق، وهو يقصد الهادي الذي يهدي إلى الله تعالى، وذلك لئلا يعلموا أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيؤذوه.
فدفعا للحرج في الإجابة على مثل هذه الأسئلة من الأطفال وتطييباً لخاطره تستخدم معه المعاريض فتقول له ( رسمة حلوة ) تعني في وجهة نظر طفلك، فالغالب أنه لم يقل لك ذلك إلا لشدة إعجابه بها.
والله أعلم.