الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك التخلص مما اكتسبته من أرباح ذلك المال ما دمت قد استفيت فأفتيت بجواز التعامل مع البنك، واستثمار المال لديه، وإن كان هناك إثم، فيكون على من أفتاك، لما رواه أبو داود وصححه الألباني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه. وروى ابن ماجه وصححه الألباني أيضاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أفتي بفتيا غير ثبت، فإنما إثمه على من أفتاه.
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: الذي يظهر لي: أنه إذا كان لا يعلم أن هذا حرام، فله كل ما أخذ، وليس عليه شيء، أو أنه اغتر بفتوى عالم أنه ليس بحرام، فلا يخرج شيئًا، وقد قال الله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ {البقرة:275}. اهـ.
وأما ما يستقبل: فينبغي عليك أن تتحرى أحسن البنوك الإسلامية في بلادك سمعة من حيث الانضباط بالضوابط الشرعية في معاملاتها المالية، ولا يكن همك أكثرها نسبة ربح. ويمكنك أن تسأل اهل العلم والورع المختصين في شأن البنوك، ولديهم اطلاع تام على حالها في تلك البلاد، ولك أن تعمل بما يرشدوك إليه.
والله أعلم.