الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت لم تعلم باشتمال هذا العمل على المحرمات حتى بحثت وتحققت من ذلك؛ ثم تركت العمل فور علمك بذلك، وتبت إلى الله تعالى؛ ففي هذه الحال ليس عليك شيء فيما كسبته من عملك قبل ذلك.
أمّا إذا كنت سمعت باشتمال العمل على محرمات، ووقع منك هذا الكلام موقعاً بحيث غلب على ظنك صحته، ثم تساهلت وبقيت في عملك بعد ذلك؛ فالظاهر لنا -والله أعلم- في هذه الحال، أنّ عليك التخلص من الأموال التي كسبتها مقابل عملك في الأمور المحرمة كالعقود الربوية وبقيت معك، وذلك بصرف هذه الأموال في المصالح العامة، وأبواب الخير.
جاء في فتاوى نور على الدرب لابن باز -رحمه الله-: فإذا كان حين جاءته موعظة حين علم التحريم، تاب إلى الله، فله ما سلف، ولا يرد المعاملات السابقة.
أما إذا كان قد علم ولكن تساهل، واستمر فإن ما دخل عليه من الربا لا يجوز له، بل يجب عليه أن يصرفه في وجوه البر والخير؛ بالصدقة على الفقراء والمساكين والمشاريع الخيرية، ولا يبقيه لنفسه. انتهى.
لكن إذا كنت محتاجاً للمال، وليس عندك ما يكفيك لنفقتك بخلاف هذه الأموال؛ فلك أن تنفق منها على نفسك بقدر الحاجة، وراجع الفتوى: 96005.
وعلى أية حال، فلا يجب عليك التخلص من البيت أو الأشياء التي اشتريتها بالمال المكتسب من عملك المذكور، كما بينا ذلك في الفتوى: 354928.
والله أعلم.