الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يسبق إلى لسان الشخص بغير قصد قلبي، فإنه لا إثم عليه فيه لقول الله عز وجل: لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة:225].
وأجمع العلماء على أن معنى "بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ" أي تعمدت، كما نقل ذلك الطبراني في تفسيره، هذا وإن كان سياق الآية في الأيمان إلا أن حكمها يعمَّ كل فعل أو قول يقوله الشخص أو يفعله بلا قصد، فلا يؤاخذ عليه فيما بينه وبين الله عز وجل، وقال الله عز وجل: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286].
وثبت في صحيح مسلم أن الله عز جل قال: قد فعلت.
والله أعلم.