الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي يتولى نكاح هذه الفتاة عصبتها، وهم قرابتها من جهة أبيها، حسب الترتيب الذي ذكره الفقهاء فيمن يستحقون الولاية، وسبق بيانه في الفتوى: 22277. وقد تضمنت أيضًا بيان أن السلطان ولي من لا ولي له.
فإن لم يعلم أحد من أوليائها، فلترفع الأمر إلى القضاء الشرعي، أو ما يقوم مقامه، كالمراكز الإسلامية في البلاد غير الإسلامية.
وننبهك على أهمية التأكد من حال هذه الفتاة، وما إن كانت ذات دين وخلق حقيقة، والسبيل لذلك سؤال من يعرفها من الثقات، ولا تغتر بما قد يكون ظهر لك من حالها؛ فالحياة الزوجية مشوار طويل، قد تعتريه بعض المعوقات التي لا يمكن تجاوزها إلا بالدين، والخلق؛ ولذلك جاء في الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاظفر بذات الدين، تربت يداك.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المعنى: أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء، لا سيما فيما تطول صحبته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين، الذي هو غاية البغية. اهـ.
فإن أثني لك عليها خيرًا، فاستخر الله سبحانه في أمرها، فهو الأعلم بعواقب الأمور، وانظر الفتوى 19333.
وبعد الاستخارة امضِ فيما تريد: فإن كان فيه خير، يسّره الله عز وجل لك. وإن كان فيه شر، صرفه عنك، وللمزيد يمكنك مطالعة الفتوى: 123457.
والله أعلم.