الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت تعلم أن هذه الوليمة أقيمت لأجل التفاخر، والرياء، والسمعة، فهذا يكفي عذرًا للتخلف عن حضورها.
فإذا أضيف إلى ذلك: التأذي من التفريق في المعاملة بين الحضور بحسب غناهم وجاههم، فهذا أدعى للعذر، جاء في الموسوعة الفقهية: اشترط الفقهاء القائلون بوجوب إجابة الوليمة شروطًا، منها: ما يعتبر في مكان الدعوة، ومنها: ما يعتبر في الداعي، ومنها: ما يعتبر في المدعو، ومنها: ما يعتبر في الوليمة نفسها. اهـ.
وعدوا في الشروط المعتبرة في الداعي: أن لا يكون الداعي طالبًا للمباهاة، وقالوا: يشترط لإجابة الوليمة أن لا يكون الداعي إليها طالبًا للمباهاة، والفخر. وبهذا صرح المالكية، والشافعية.
ونصّ الحنفية على أن الدعوة التي يُقصد بها قصد مذموم من التطاول، وإنشاء الحمد والشكر، وما أشبه ذلك، فلا ينبغي إجابتها، لا سيما لأهل العلم؛ لأن في الإجابة إذلال أنفسهم. كما نصوا على أنه يكره أكل طعام اتخذ للرياء، والسمعة، والمباهاة إذا علم ذلك، أو غلب على ظن المدعو بالقرائن، والأمارات. اهـ.
وعدوا في ذلك أيضًا: أن لا يكون الداعي قد خصّ بالدعوة الأغنياء، فقالوا: يشترط للزوم إجابة الدعوة إلى الوليمة أن لا يظهر من الداعي قصد تخصيص الأغنياء لأجل غناهم، فلو خصهم بالدعوة لأجل غناهم، لم تجب الإجابة عليهم فضلًا عن غيرهم. اهـ. وانظر للفائدة الفتوى: 117724.
والله أعلم.