الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البدء نهنئك على ما أنعم الله عليك به من الهداية للمحافظة على الصلاة وأدائها في المسجد، وحرصك على قراءة القرآن وكثرة الاستغفار. ونسأله تعالى أن يزيدك من فضله، ويثبتك على الصراط المستقيم؛ لتكون يوم القيامة ممن يستظلون تحت ظل عرش الرحمن.
ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه..... الحديث.
واعلم أن أعظم الحب أن يكون حبا في الله، فمن ضمن السبعة المذكورين في الحديث السابق: ورجلان تحابا في الله: اجتمعا عليه، وتفرقا عليه.
أي اجتمعت قلوبهما وأجسادهما على الحب في الله، واستمرا على تلك المحبة حتى فرق بينهما الموت.
وإن كانت هذه المحبة عادية، وكانت في حدود الاعتدال ولم تصل إلى حد العشق الذي يؤدي للحرام، فلا حرج فيها، ولكن مع ذلك كن على حذر من أن يقودك الشيطان لشيء من ذلك. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 5707، والفتوى: 36991.
ولا حرج عليك أيضا في دعائك واستغفارك له، ودعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب من أسباب الإجابة، ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن صفوان - وكانت تحته الدرداء قال: قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله، فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم. قالت فادع الله لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل. وهذا يعني أن دعاءك واستغفارك له، دعاء واستغفار لنفسك أيضا.
ويجوز لك أن تهدي له ثواب بعض الأعمال التي تعملها.
قال البهوتي -الحنبلي- في كشاف القناع: وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف ونحوه كالثلث أو الربع، لمسلم حي أو ميت؛ جاز ذلك ونفعه؛ لحصول الثواب له. اهـ.
والله أعلم.