الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التوبة إذا كانت صادقة فإنها لا بد أن تحمل على الرجوع إلى الله تعالى، والإقبال على الطاعة، والتجافي عن المعصية.
ولا معنى للتوبة إن لم يجد صاحبها تلك الحرقة، وذلك الندم الذي يحمل على فعل الخيرات، والابتعاد عن المنكرات، وبالتالي يزداد بها الإيمان.
وعلى هذا؛ فالسعادة التي يشعر بها المرء بعد التوبة هي تلك الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده الذين يعملون الصالحات، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل: 97]، والحياة الطيبة فسرها بعض المفسرين بأنها حلاوة الطاعة، وقال بعضهم: هي المعرفة بالله، والصواب من ذلك -والله أعلم- أن الحياة الطيبة هي العيش في طاعة الله والبعد عن معصيته، لأن ذلك يحقق له السعادة وانشراح الصدر، والحياة لا تكون طيبة بدون سعادة، ولا سعادة إلا في ذلك، قال الله -عزَّ وجلَّ-: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 124].
والله أعلم.