الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته في سؤلك هو ما يعرف بالخيارات الثنائية، وقد بينا في فتاوى سابقة أنه لا يجوز التعامل بها؛ لأنها من بيع الغرر المحرم شرعًا.
وقد صدر بذلك قرار من مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم: 63 ـ7/1ـ وفيه: أن عقود الخيارات غير جائزة شرعًا؛ لأن المعقود عليه ليس مالًا، ولا منفعة، ولا حقًّا ماليًّا يجوز الاعتياض عنه. اهـ.
وانظر الفتوى: 201091.
وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها، ولا ينبغي أن يضيق المرء على نفسه واسعاً، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي: أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم عن أبي أمامة.
وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].
ولكن هذا لا يعني أن نشاط الفوركس يقتصر على هذا، بل يكون الحكم بحسب نوع العمل ومجاله، وما يتم حقيقة. فهناك تداول للعملات أو الذهب، أو غير ذلك، ولا يمكن التعميم.
والله أعلم.