الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الإفرازات التي تسألين عنها هي المعروفة عند العلماء برطوبات فرج المرأة، وقد استوفينا الكلام عليها في فتاوى كثيرة، وبينا أن الراجح عندنا أنها طاهرة، فلا يجب الاستنجاء منها، ولا تطهير ما يصيب الثياب أو البدن، ولكنها ناقضة للوضوء في قول الجمهور، فمن كانت مبتلاة باستمرار خروج هذه الإفرازات بحيث يكون وقت انقطاعها غير معلوم، أو كانت لا تنقطع عنها أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فإنها تفعل ما يفعله صاحب السلس من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بوضوئها ذاك الفرض، وما شاءت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، أو تحدث حدثا آخر، ولا يجزئها الوضوء قبل دخول وقت الصلاة. فإن توضأت قبل دخول الوقت، ثم خرج منها شيء من هذه الإفرازات، فصلَّت بعد دخول الوقت دون أن تعيد الوضوء، فصلاتها باطلة عند الجمهور؛ خلافاً للمالكية الذين يرون أن من حدثه دائم يستحب له الوضوء لكل صلاة، ولا يجب عليه ذلك.
وهذه الأحكام مبينة في الموقع في فتاوى كثيرة، فانظري الفتاوى: 110928 ، 167711 ، 153675 ، 111103.
والله أعلم.