الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نشكرك على سعيك في سبيل تعلم دينك، والاستقامة على طاعة ربك، فجزاك الله خيرا، وزادك هدى وتقى وصلاحا. ونسأله سبحانه لصديقتك هذه التوبة والهداية، وسلوك سبيل الرشاد.
ونوصيك بها خيرا بأن تكثري من الدعاء لها، فلعل دعوة صالحة تكون سببا لرجوعها لرشدها وصوابها، وينبغي أن تستمري في نصحها بالحكمة والموعظة الحسنة، وداومي على ذلك ما رجوت صلاحها، فإذا غلب على الظن أن لا يجدي نفعا، فاتركيها وحالها، وخاصة إن خشيت على نفسك ضررا، قال الله تبارك وتعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى {الأعلى:9}، جاء في تفسير السعدي لهذه الآية قوله: فذكر بشرع الله وآياته، إن نفعت الذكرى، أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة ـ سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه ـ ومفهوم الآية: أنه إن لم تنفع الذكرى ـ بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير ـ لم تكن الذكرى مأموراً بها، بل منهياً عنها. اهـ.
والله أعلم.