الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فظاهر من سؤالك هذا، وأسئلتك السابقة أن الوسوسة قد بلغت منك مبلغا عظيما، فنسأل الله لك العافية منها.
ولا راحة لك ولا طمأنينة إلا بالإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغل بها، وقطع الاسترسال معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله بأن يعافيك منها. ويحسن بك كذلك مراجعة الأطباء النفسيين، لعلاج ما ألمّ بك من داء الوسوسة.
وأما الإكثار من الأسئلة وتشقيق المسائل فلا تشفي من الوسواس أبدا، بل إنها تزيد المرء الموسوس رهقا وحيرة!
وأما (حب الشخص لمعصية وفرحه بها، والركون إليها، مع الرضا بفعلها، ولكن بدون استحلالها ) فليس ذلك بكفر، وإنما الكفر في استحلال المعصية المحرمة تحريما قطعيا باعتقاد بطلان الحكم بتحريمها، بخلاف استحسان المحرم استحسانا طبعيا، للميل لها واشتهائها، مع الجزم بحرمتها، كما هو حال المسلم عند فعل المعصية، فإن هذا ليس بكفر.
قال الهيتمي: محبة ما أبغضه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، أو عكسه لا يتجه فيه الكفر؛ إلا إن أحب ذلك من حيث كون الشارع يبغضه، أو أبغضه من حيث كون الشارع يحبه، بخلاف ما لو أحبه أو أبغضه لذاته، مع قطع النظر عن تلك الحيثية، فإنه لا وجه لإطلاق الكفر حينئذ. اهـ. (الإعلام بقواطع الإسلام).
وراجع الفتوى: 347041، والفتوى: 147921.
والله أعلم.