الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتفطيركم للصائمين عمل صالح تؤجرون عليه -إن شاء الله تعالى- وصلاتكم صحيحة؛ إلا أن الصلاة في المسجد أولى وأعظم أجرا.
فإن استطعتم الجمع بين التعرض للصائمين وتفطيرهم، وبين الصلاة في المسجد؛ فذلك خير على خير. وإن لم تستطيعوا الجمع بينهما، فلا حرج عليكم أن تصلوا في مكانكم جماعة، ونرجو أن تكونوا مأجورين لا مأزورين.
وتجنبوا الصلاة في قارعة الطريق؛ فإن ذلك منهي عنه شرعا، فعن ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلَّى فِي سَبْعِ مَوَاطِنَ: الْمَزْبَلَةِ، وَالْمَجْزَرَةِ، وَالْمَقْبَرَةِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالْحَمَّامِ، وَمَعَاطِنِ الْإِبِل، وَفَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ اللَّهِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.
قال المباركفوري: والمراد ها هنا نَفْسُ الطَّرِيقِ، وَإِنَّمَا يُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهَا؛ لِاشْتِغَالِ الْقَلْبِ بِمُرُورِ النَّاسِ، وَتَضْيِيقِ الْمَكَانِ عَلَيْهِمْ. اهــ.
وللفائدة، راجع الفتوى: 395443
والله أعلم.