الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من العفو عن نجاسة صاحب السلس خاص بالعبادة، إذ لا فائدة من الاشتغال بإزالتها ما دام أن شرط الصلاة لن يتحقق حال كونها مستمرة النزول، فالذي يلزمه إذا في حالة سلس البول ومثله المذي -لأنه متفق على نجاسته- أن يستنجي ويعصب المحل بشيء يقيه من انتشار النجاسة في بدنه وثيابه، ولا يكلف أكثر من وسعه وطاقته في ذلك.
وأما في غير الصلاة، فعليه كذلك أن يستنجي ويعصب المحل بشيء يقيه من انتشار النجاسة، ويغسل ما أصابته النجاسة من باقي بدنه، ويكف عن ملامستها، وإن مس بيديه شيئا من رطوبة النجاسة فعليه غسلها.
ويبدو من خلال بعض أسئلتك المتقدمة أن عندك بعض الوساوس، فعليك بصدق التوجه إلى الله تعالى، ودعائه، والضراعة بين يديه أن يصرف عنك ما تجد من تلك الوساوس، ولا شيء من علاجها أنفع لك من صرف النظر عنها، وعدم الركون إليها حتى لا تهوي بك إلى دركات لا تحمد عاقبتها. ولا بأس كذلك أن تعرض هذا السلس الذي بك على طبيب مختص، فلعل منشأه مرض عضوي يمكن للأطباء معالجته .
والله أعلم.