الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالوهابية لقب أطلقه الناس على الحركة الدعوية التي قام بها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ولمعرفة بعض من آثار هذه الدعوة في إحياء الدين ونشر التوحيد، ولا يشك عاقل في أن للحركة الوهابية الفضل - بعد الله تعالى - في نشر الدعوة السلفية في العصر الحاضر في أنحاء المعمورة، هذا أمر لا ينكره إلا مكابر.
أما التسمية فإن أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتسموا بها حركتهم، ولم يسم الشيخ دعوته باسم معين، وإنما أطلقها عليهم بعض خصومهم تنفيرا للناس منهم، إيهاما لهم أن هذه الحركة هي حركة شخصية. وراجع للمزيد الفتويين التاليتين: 5408 ، 38579 .
أما السلفية، فهي حركة دعوية علمية يقوم منهجها على محاولة الالتزام بطريقة سلف الصالح في الأخذ بالكتاب والسنة فهما واعتقادا وعملا، وهي دعوة واسعة منتشرة في أنحاء الأرض، والانتساب لهذه الحركة الدعوية أوسع وأشمل وأقدم من الانتساب لما يطلق عليه الوهابية، فالوهابية جزء من الحركة السلفية. والمنتسبون للسلفية قد يتسمون بهذا الاسم العام، ووقد يتسمون بأسماء أخرى اصطلحوا عليها حسب البلاد، وكل ذلك للتميز عن غيرهم من جماعات يرون أنها غير منهج السلف الصالح، وإشارة لما هم عليه من منهج، وقد نص كثير من العلماء على جواز التسمي بأي اسم لأي جماعة لا يشتمل على محظور شرعي، ولا مشاحة في الاصطلاح، والعبرة بالمعاني لا بالأسماء والألقاب.
والله أعلم.