الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت تائبة إلى الله، فأبشري خيراً بقبول توبتك، وأقبلي على ربك، واجتهدي في طاعته، ولا تلتفتي للوساوس والأوهام. فالتوبة تمحو أثر الذنب. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
ولا تخافي من الزواج، ولا تُعرِضي عنه، وإذا تقدّم لخطبتك رجل صالح، فاقبلي به ولا تترددي، واحذري من إخباره أو إخبار غيره بما وقعت فيه من الحرام، حتى ولو سألك فلا تخبريه؛ فالستر على النفس واجب، قال ابن عبد البر (رحمه الله) في التمهيد: الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضا في غيره. انتهى وراجعي الفتويين: 244426، 342739.
ولا تخافي من الفضيحة، أو العقوبة على الذنوب ما دمت تائبة، فالتائب لا يعاقب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة.
قال ابن تيمية –رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة لا شرعا ولا قدراً. انتهى.
فأبشري خيرا، وأقبلي على ربك، وأحسني ظنك به، واجتهدي في تقوية صلتك بالله، وأكثري من دعاء الله تعالى؛ فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.